العسل السائل الذهبي أهم منتجات مملكة النحل وهو واحد من العناصر الغذائية الضرورية التي وهبها الله لعباده فهو يتمتع بعدة فوائد غير موجودة في عناصر غذائية طبيعية أخرى. وأكد القرآن الكريم على أهميته فهو به شفاء للناس من عدة أمراض مختلفة ونظرًا لهذه الفوائد أصبح الجميع يتساءل عن كيف جعل الله غذاءًا مفيدًا مثله يتكون في بطون حشرات بمثل هذا الحجم. وتساور النفس في تساؤلات عن طريقة حصول الإنسان على عسل النحل وتعليبه.
خطوات تصنيع العسل
قد شق عسل النحل طريقه لكي يصل على طاولتك حيث مر برحلة طولية بداية من تكونه في بطون النحل. حتى استخدامك له في إعداد الطعام وإدخاله في إعداد بعض منتجات العناية بالبشرة والشعر المنزلية.
قبل التعرف على كافة خبايا هذه الرحلة عليك التيقن من أن النحل من الحشرات العملية. فشغلها الشاغل هو دعم مستعمراتها لذا تتخصص كل نحلة في وظيفة محددة، وهذه السياسة في العمل أدت إلى إنتاج عسل لا مثيل له ومتعدد الفوائد لذا هيا بنا نتعرف على رحلة عسل النحل.
النحل وصناعة العسل
رحلة صناعة العسل تمر بمرحلتين ترتبط الأولى بالنحل وحين تنتهي يبدأ دور الإنسان، والنحل يصنع العسل على أربع مراحل هي:

1-جمع الرحيق
تبدأ جيوش النحل العامل في البحث عن أفضل الزهور وأكثرها رحيقًا ويمكن أن تمر خلال هذه الرحلة على 1000 زهرة وتستغرق 21 يومًا. وحينما تجد المناسبة تغرز خرطومها في صميمها لتجميع الرحيق وتخزنه في معدة العسل الخاصة بها مختلطًا مع لعاب النحل وتستوعب معدته ما يصل إلى 70 مللي جرام رحيق.
هنا تنتهي العلاقة بين الزهرة والنحلة وتبدأ في يوم آخر حيث تتوجه النحلة مسرعة إلى الخلية لتفرغ حملها.
يتبع النحالون حيلة للحصول على أنواع العسل المفضلة لديهم حيث يضعون أنواع الزهور المحددة بالقرب من خلايا النحل الخاصة بهم لتلقيحها.
2-نقل العسل
تعود النحلة العاملة إلى الخلية لتسلم النحلة المنزلية الرحيق وهنا تحدث المعجزة لأنه خلال تمرير الرحيق يتم مضغه. لذا تتغير بعض خصائصه مثل درجة الحموضة ويضاف إليه عدة أنزيمات لكي تتفكك الروابط الخاصة به ومنها الفركتوز والجلوكوز . وتستمر عملية المضغ لنصف ساعة لترتفع الرطوبة إلى 70%.
تعد تلك الأنزيمات هي السر وراء حلاوة العسل ونكهته ومعدل السعرات الحرارية به. كما ترتفع به نسب الماء في هذه المرحلة لكي يخزن في فصل الشتاء وبعدها يعمل النحل على تجفيفه فيما بعد.
3-تجفيف العسل
تبدأ بعد انقضاء فصل الشتاء وهناك أسلوبان في تجفيف الماء وتقليل الرطوبة يتبعهما العسل يبدأ الأول خلال عملية انتقال العسل من نحلة لأخرى. والثاني عند توزيعهم له على الأقراص السداسية مما يزيد من معدل التبخر للماء.
من عجائب صنع العسل أن النحل يفضل رفرفة أجنحته بسرعة تصل إلى 11 ألف رفرفة في الدقيقة بالقرب من الأقراص ليزيد من اندفاع الهواء، فيتبخر الماء بمعدل أسرع وفي نهاية تلك المرحلة يتراوح معدل الماء في العسل بين 17 إلى 20%.
4-التخزين والحفظ
آخر الخطوات في صناعة العسل هي مرحلة تخزينه التي يترسب فيها العسل عبر أجزاء القرص مكون جزيئات سكر بسيطة. ويضع النحل الشمع عليه للاحتفاظ به طازجًا لفترات طويلة قد تصل إلى السنوات ويبدأ النحل في تناوله بعد ذلك. وهنا انتهى دور النحل في صناعة العسل.
دور الإنسان في معالجة العسل
لعلك تتساءل عن عدد النحل القائم في المناحل حسنًا يصل عدده لما يقارب 30000 نحلة مما يتيح إنتاج ما يقرب 200 رطل من العسل سنويًا. لكن حصول الإنسان على ذلك العسل ليس بالأمر السهل فهيا بنا نتعرف على مراحل وصوله إليك.
إنتاج العسل
تتكون المناحل من عدة صناديق خشبية مكدسة فوق بعضها، والصندوق الواحد به إطارات خشبية تحتوي على لوح من الشمع. ويربي الإنسان النحل في تلك الصناديق مع توفير حقول من الزهور بالقرب منها ويمكنه اختيار نوع الزهور، وهنا يخرج النحل لبدأ مغامرته مع الزهور ويعود للصندوق مرة أخرى لبناء أمشاطه.
جمع العسل
حينما يحين وقت جمع العسل يعاني البشر صعوبة إبان عملية الجمع بسبب لدغات النحل القوية لذا يلجأ العمال إلى حيلة الدخان للحد من عدوانية النحل ومنع تواصلهم. وهنا تزال جميع أغطية الشمع من الخلية عبر أدوات المعالجة اليدوية أو المميكنة والمستخرجات فيخرج العسل من الإطارات.
تدفئة العسل
بعدها يتم تسخين العسل بدرجات تصل إلى أكثر من 70درجة مئوية لأنه يكون شديد اللزوجة ورطب، وتعمل عملية التسخين على تأخير معدل التبلور وتدمير الخلايا المسئولة عن التخمير لذا تطول فترة بقائه.
عملية الترشيح
تعد أهم عمليات صناعة العسل والهدف الرئيسي ورائها هو الحد من تبلور العسل وإزالة كافة الشوائب من العسل لجعله نقيًا مناسبًا للاستخدام البشري. لذا يستخدم عدة مرشحات مختلفة ويكثر استخدام المرشحات الغشائية.
ينقسم العسل بعدها إلى أنواع مختلفة على حسب درجة تنقيته حيث يوجد العسل الخام والعسل المرشح والعسل فائق الترشيح. وهناك دور فعال للموجات فوق الصوتية في تنقية العسل من كافة الشوائب مع الحفاظ على الرائحة والنكهة والمذاق مع تعديل اللون قليلًا.
مرحلة التعبئة
بعد إتمام عملية الترشيح يتم البدء في تعليب العسل في عبوات زجاجية ويتم تصنيفها بناء على مدى الجودة المطلوب من المستهلكين والتجار الذي يختلف من دولة لأخرى.
في بعض الأحيان يخلط المصنعين العسل المرشح بالعسل الآتي من المربين لإنتاج عسل ثابت في معدل الرطوبة والمذاق والنكهة واللون أيضًا. وهذه هي الرحلة التي خاضها عسل المانوكا حتى وصل إليك.
صناعة العسل في المنزل
أصبح الاتجاه الحالي في الأوقات الحالية هو الحصول على الأطعمة المصنعة منزليًا لأنها أكثر أمانًا من المعدة في المصنع. ومنها العسل الذي يمكنك تصنيعه بمفردك عبر اتباع الخطوات التالية:
- أنشأ المنحل الخاص بك وحضر كافة الصناديق الخشبية وألواح الشمع التي تحتاج لها.
- انتظر حتى يتجمع العسل في الخلية.
- أزل أغطية العسل وأذهب إلى مكان لا يوجد به نحلًا.
- حضر وعاء التجميع الذي يكون مغلفًا من الداخل بإحدى أوراق الترشيح.
- ابدأ في إزالة الخلية وإخراج العسل من الأغطية مستخدمًا كاشطة في الوعاء.
- أترك العسل غير المنقى لفترة لكي يتم ترشيحه ولا تلجأ إلى المعالجة أو التدفئة أو إضافة أي شيء عليه.

أسئلة شائعة
ما هو شمع العسل؟
ينتجه النحل العامل في بطونه بواسطة ثماني غدد وتتخلص منه في الخلية. ثم يجمعه عمال الخلية لصناعة خلايا تخزين العسل.
مما يتكون شمع العسل؟
يتكون من أسترات الأحماض الدهنية وبعض الكحوليات ذات السلاسل الطويلة.
لماذا يوجد ألوانًا مختلفة للعسل؟
يختلف لون العسل وفقًا للرحيق المستخدم في صناعته فإن كان الرحيق فاتح اللون مثل رحيق زهرة البرسيم يكون العسل فاتح اللون. وإن كان داكنًا قليلًا يكون العسل كهرماني اللون.
مما يتكون العسل؟
يحتوي العسل عددًا من العناصر الغذائية المهمة مثل 38% فركتوز و31% جلوكوز مع وجود المالتوز والسكروز والكربوهيدرات. وعددًا من الفيتامينات وحبوب اللقاح والمعادن والأنزيمات والأحماض وهي السبب وراء كثرة فوائد العسل.
